كلمة رئيس الجمعية

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة رئيس الجمعية

الحمد لله الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا  .. له ملك السموات والأرض وما بينهما خلق كل شيء فقدره تقديرًا .. نحمده على عطائه ونواله ونسأله أن يُلقِّينا يوم الحشر نَضرة وسرورًا .. أشهد أن لا إله إلا الله تعبدنا بتلاوة القرآن وتدبره وأجزل لنا عطاءه فكان جزاء موفوراً .. وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده أرسله ربه بالحق والنور والقرآن مبشِّرًا ونذيرًا .. وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا .. قُرئ عليه القرآن ففاضت بالدمع عيناه، وقد كان ما تقدم وما تأخر من ذنبه مغفورًا .. قام الليل بالقرآن حتى تورَّمت قدماه، وقال: أفلا أكون عبدًا شكورًا .. صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الكرام البررة وسلم تسليماً كثيراً.

ثم أما بعد: فإن أعظم ما يتفضل به الله على عباده وأجلُّ ما يخصهم به وأسمى ما يرفعهم به: القرب من كتابه المجيد علماً وتدبراً وتربيةً وتعليماً؛ إذ هو كلام الله المتعبَّد بتلاوته، المعجز في لفظه وحرفه ومعناه ومبناه، ولما كان شرف العلم من شرف المعلوم، وكان حملة الشرف هم أشرف الخلق وأقربهم من الله وأرفعهم عنده منزلة: (إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ .. أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ) ولِما في تعليم القرآن من الشرف العظيم والأجر الجزيل: فقد قامت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بمحافظة الخرج بحمل هذه الأمانة العظيمة، فتشرف بذلك نخبة من أعيان المحافظة؛ كمتطوعين للعمل، وداعمين بالجهد والمال، أملاً أن يكون لهم نصيبٌ من الخيرية الواردة في قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه) ، فكانت بداية الجمعية وانطلاقتها عام 1395هـ عندما تولّى الإشراف عليها الشيخ عوض بن لويحق المطيري – رحمه الله – بتكليف من الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الفريان رحمه الله، ثم أسند الإشراف على الجمعية إلى الشيخ هذال بن إبراهيم العتيبي حفظه الله، وفي عام 1407هـ كُلف الشيخ عبدالله بن محمد الخليفة – رحمه الله – بإدارة الجمعية، وبقي في رئاستها إلى وفاته رحمه الله في 16 رمضان 1442 ، وفي الثامن والعشرين من ربيع الأول لعام 1443 انتخب مجلس إدارة الجمعية الحالي، ليكمل المسيرة المباركة للجمعية، وليواصل ما بناه الرواد المؤسسون، مضطلعاً بهذه المهمة العظيمة في التعليم أبناء المسلمين وبناتهم ورجالهم ونسائهم، وشيبهم وشبابهم، فأصبح اليوم بحمد الله تعالى يستفيد من أنشطة الجمعية أكثر من ( ٤٠٠٠ طالب وطالبة) ضمن (١٥٠ حلقة) وأحد ستة عشر مقرّاً  نسائياً، وتشرف الجمعية على مشروع نوعي على مستوى المملكة وهو المركز الخيري للعناية بالمصحف الشريف؛ وهو مشروع يعنى بجمع المصاحف المستعملة وإعادة تأهيلها بشكل مناسب للاستفادة منها، ومن ثم توزيعها على عموم المسلمين داخل المملكة وخارجها. وتقدم الجمعية اليوم مجموعة من المنتجات التعليمية المتميزة التي تناسب كافة أطياف المجتمع، مثل برنامج الماهر للموهوبين، وحلقات علمني للناطقين بغير العربية، وبرامج القارئ الصغير، والتعليم عن بعد عبر منصة تعليمية مستقلّة بالجمعية، كما تأسست لديها شراكات مع مؤسسات تعليمية وخيرية وتجارية في المحافظة وخارجها.

وهذا كلّه إنما كان بفضل الله تعالى وتوفيقه ثم بما يسر الله من عملٍ وجهودٍ متواصلة من قبل العاملين في الجمعية وبدعم من أهل الخير والإحسان والفضل في هذا البلد المعطاء.

نسأل الله أن يصلح النوايا ويكلل الجهود بالنجاح والتوفيق والسداد.

والحمدلله أولاً وآخراً.

 

 

رئيس مجلس إدارة جمعية ارتق لتحفيظ القرآن الكريم بالخرج

 

د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجريوي